رئيس التحرير

هيثم زينهم رئيس التحرير يكتب : ( الهداف )  فى الذكرى الثانية  لرحيل والدى  رحلت عنا ورحل معك الامان وتركت لنا تاريخا عامرا بمكارم اخلاقك وحسن سيرتك وفضائل علمك

الأحد 11-02-2024 17:47

بقلم : هيثم زينهم …  رئيس التحرير

والدى معطف الدفئ فى ليالى العمر الباردة رحلت ورحل معك الامان

رحلت عنا بغته وتركت لنا الحب الذي غرسته بذرة فينا يوم كان يضنىينا التصحّر !

عامين على فراقك ويتوشّح الحزن سواداً, وتغيب جمالية اللون ليصبح وعاءً لمختزن الكآبة والوهن

شاء الله فى مثل هذا اليوم أن يقسم ظهري وافقدالاصل  والسند واصبحت لاشئ بدونه والدى الغالى رحمه الله والتى تمر الذكرى السنوية الثانية له ويكمل عامين وروحه الطاهرة فى السماء عند الله فى مثل هذا اليوم الحادى عشر من فبراير 2022  رحل استاذى ومعلمى وقدوتى واخى وصديقى ووالدى ابى الغالى مربى الاجيال الاستاذ زينهم عيسى رحمة الله وافترقت اجسادنا دون ان تفترق اراواحنا .

تركتنى يا ابى وذهبت روحك الطاهرة الى السماء تركتنى وانا فخورا بك فلست ربيب بيوت البكاوات، ولم تلدك رحم الاقطاع وما كان أبوك نحاساً على أعتاب الزعماء، ولا كانت أمك ماشطة في قصور الأثرياء، انت منذ كنت صديق البلابل، أليف العلم  والانسانية ، خليل الفلاحين المغروسين في حقوقهم كالنخيل .. معلما للاجيال عرفك الجميع بثياب التعب عرفوك وأحبوك ، كادحاً مع الكادحين مخلصا لدينك ووطنك ومجتمعك وعملك ولعائلتك وأسرتك .

تعلمت منك استاذى ومعلمى وقدوتى ووالدى الغالى ان مقياس التقوى والإيمان الحقيقي العميق يتجسد ويتجلى بالسلوك والمعاملة، بالصدق والوفاء، بالأمانة والإخلاص، بالتضحية والإيثار، بالمواساة والإحسان، بالانتظام وحسن الإدارة، بالترتيب والنظافة، باللياقة واللباقة والاحترام .

عامين بعد وفاتك يا ابى  لن أستعير التشابيه, ولن أستجدي الكلمات, وقد أرحت النقد من سُقيا القلم اليوم سأكتب عنك, بخفق القلب سأكتب, بانحناء العقل إعجاباً وإكبارا, باعتصار الرّوح حزنا, بحروف مسكوبة من كأس الحزن  ..  سنوات وقد حرمك القدر نعمة الصحة, فبت  رهينة الأوجاع, أسير الآلام, امتدّت يدّ المرض إلى أحشائك لتغتال إرادة البقاء, لتطفئ النور, وبات الموت شبحاً يتراءى لك في عقارب الساعة, في تبدّلات الفصول, في الحقائب والوجوه, كما عشت حياتك بطلا وقائدا ومعلما تدافع عن وطنك جنديا شريفا فى حرب 67 وحرب 73 حاربت المرض سنوات عديدة بعد خروجك على المعاش الا ان الغازى الجديد كورونا انهكك فى ايام رغم سنوات حروبك الطويلة فى الحياة وفى سنوات مرضك  رغم أعاصير الوجع وحتميّة الضعف, رفضت أن تتجر بألامك  أن تستدرّ الشفقة على شاشات الفرجة, أن تطلق نداءً يوقظ النفوس للعطاء, أو صرخة تعرّي المرائين من أقنعة مزيّفة . بل كنت من تمنحنا العطاء ونستمد منك قوتنا فقد رحلت عنا وتركت لنا تاريخا عامرا بمكارم اخلاقك وحسن سيرتك وفضائل علمك رحلت عنا بغته وتركت لنا الحب الذي غرسته بذرة فينا يوم كان يضنىينا التصحّر !

حريّ بقلبي أن يتفطّر حزناً حين أرى  أريكتك دونك حين ارى بيتنا دونك وحين  ارى كتبك ومكتبتك دونك ومصحفك كتاب الله الذى لم يفارقك ابدا فى حياتك وان كان يسعدنى الان ان كتاب الله اصبح الان حجة لك عند الله وليست عليك

والدى كما كنت تعيش فى غرفتك وتقضى يومك على الاستماع للقرأن الكريم فقد تركنا من بعدك صوت المذياع على اذاعة القران الكريم فى غرفتك لم نغير المؤشر على اذاعة القران لكريم ليلا ونهارا مستمرة فى غرفتك كما كنت تفعل فارقد بسلام فقد فعلت لاخرتك ولم تترك لنا الا الدعاء لك  فقد تركت انت علما ينتفع به وصدقة جارية انت من فعلتها ويبقى لنا الدعاء لك فعملك لم ولن ينقطع فى الدنيا ولن نخذلك يوما ما يامن انحنيت لنعلو نحن يامن كنت معطف الدفئ فى ليالى العمر الباردة فقد رحلت ورحل معك الامان

ابى اعاهدك فمازلت على العهد والوعد

اعاهدك يا ابى مازرعته فى سيبقى حتى نلتقى فى الدار الاخرة اعاهدك كما زرعت واكدت مرارا يتسع صدرى الى  الكون حلما وحنانا ان اعفو عمن أضرم لى نار حقده , واننا جميعا شركاء فى الانسانية نتفاضل  بصفاء الروح وتقوى الإله.

ابى الغالى اصلى وسندى بفراقك  يتوشّح الحزن سواداً, وتغيب جمالية اللون ليصبح وعاءً لمختزن الكآبة والوهن. وتكتمل اللوحة حين تغيب ألوان الحياة, لينسج اليأس خيوطه في ثغرات القلب التوّاق للفرح عذرا أيها الحزن .. هكذا عرفتك بعد رحيل ابى  .. هكذا قرأتك في كل العيون الشاحبة والوجوه المتعبة .. التقيتك عند يوم فراق ابى , ورأيتك ساكناً في تفاصيلى.. حتى غدوت لأياميّ عنواناً, ولسفينة أحلامي ربّانا .. لكن والدى علمنى أن أوصل الذات بامتزاجات طيفك وبقايا الأمل … ايها الحزن الصديق .

أبى أيها الغائب الحاضر عليك الرحمة التي تنام معك طويلا عليك الأمان يا أبي إلى يوم يبعثون طبت برياض الجنة و طآب بك المُقام.

تعليق (1)

1

بواسطة: ام ايمان

بتاريخ: 11 فبراير، 2024 10:25 م

اللهم اجعله من أصحاب اليمين وارضى عنه وبشره بجناتك الأعلى .. امين وجميع موتى المسلمين يارب العالمين