رئيس التحرير

الزمن الجميل … الفنان صلاح قابيل ريس زكريا السينما المصرية دخل الفن بالصدفة وطاردته الشائعات

السبت 13-01-2024 22:39

كتب : عبدالله هيثم 

هوليود الشرق مصر والسينما المصرية فيها برع عدد من النجوم فى  السينما المصرية،  في العديد من الأعمال الفنية واستطاعوا  حفر اسمائهم في تاريخ السينما، ورغم وفاتهم إلاأن أدوارهم مازالت محفورة في أذهان جمهورهم إلى الآن ومنهم الفنان صلاح قابيل (27 يونيو 1931 – 3 ديسمبر 1992)، ممثل مصري.

ولد في قرية نوسا الغيط هي إحدى قرى مركز أجا محافظة الدقهلية. وانتقلت عائلته للعيش في القاهرة وفيها أكمل دراسته الثانوية.التحق بكلية الحقوق في القاهرة إلا أنه كان مولعا بالتمثيل مما دفعه لترك دراسة الحقوق والتحق بمعهد الفنون المسرحية، ومن هنا كانت بدايته الفنية. بعد تخرجه من معهد الفنون التحق بفرقة مسرح التلفزيون المصري التي قدم معها مسرحية «شيء في صدري» و«اللص والكلاب» و«ليلة عاصفة جدا». تميز عمله بالتعددية ولم يتخصص، فقام بدور المعلم والضابط والمجرم والرجل الطيب والفلاح والسياسي ورجل الأعمال والنصاب والشرير

حقق الفنان المصري صلاح قابيل حضوره المميز، كممثل يمتلك موهبة متفردة، وامتد مشواره الفني لأكثر من ثلاثة عقود، وقدّم العديد من الأعمال السينمائية والدرامية، ونال تقدير النقاد والجمهور، وطاردته الشائعات في حياته وحتى بعد رحيله في 3 ديسمبر 1992 عن عمر ناهز 61 عامًا. ترك النجم صلاح قابيل رصيدًا فنيًا بالغ الثراء والتنوع، وشارك خلال مشواره الفني، فيما يقرب من 300 عمل فني، سواء على مستوى السينما أو التلفزيون أو الإذاعة أو المسرح، لعب خلالها أدوار الشر والكوميديا والرومانسية ببراعة شديدة، ونال جميعها إعجاب الملايين من متابعيه ومحبيه. وقدّم للسينما حوالي 72 فيلمًا، من أبرزها “بين القصرين” 1962))، و”زقاق المدق” (1963) للمخرج حسن الإمام، و”نحن لا نزرع الشوك” (1970)، إخراج حسين كمال، و”أغنية على الممر” (1972)، إخراج علي عبدالخالق، و”ليلة القبض على فاطمة” (1984)، إخراج هنري بركات، و”البريء” (1986)، للمخرج عاطف الطيب، و”الإرهاب” (1989) مع نادية الجندي، وإخراج نادر جلال، و”الراقصة والسياسي” (1990) إخراج سمير سيف، و”مهمة في تل أبيب” (1992) إخراج نادر جلال. شارك قابيل في عدد كبير من المسلسلات التلفزيونية، منها “القاهرة والناس” (1972)، إخراج محمد فاضل، و”زينب والعرش” (1979)، إخراج يحيى العلمي، و”بكيزة وزغلول” (1986)، إخراج أحمد بدرالدين، و”ضمير أبلة حكمت” (1991)، للمخرجة إنعام محمد علي

وظهر النجم الكبير على الشاشة للمرة الأخيرة، عندما شارك في الجزء الرابع من المسلسل الشهير “ليالي الحلمية” (1992)، ونتيجة لوفاته المفاجئة، تم تغيير سيناريو الجزء الخامس والأخير من المسلسل، وحُذِف دور “الحاج علاّم السماحي”، وظهرت صورته كمتوفى في بعض المشاهد. وترشح صلاح قابيل، لدور “علوان البكري” في المسلسل الشهير “ذئاب الجبل” (1992)، تأليف محمد صفاء عامر وإخراج مجدي أبوعميرة، وقام بتصوير خمسة مشاهد، ولكن رحيله المفاجئ حال دون مواصلة تجسيد هذه الشخصية. وذهب الدور بعد ذلك إلى الفنان عبدالله غيث، الذي وافته المنية أيضًا قبل أن يستكمل تصوير آخر ثمانية مشاهد من الدور، وقام المؤلف محمد صفاء عامر بتعديل النهاية لتوافق الأحداث الدرامية للمسلسل

قفص الاتهام

انطلقت شهرة صلاح قابيل في بداية ظهور التلفزيون المصري، أوائل الستينيات، وشارك في بطولة العديد من المسلسلات، وأصبح نجمًا معروفًا لدى جمهور الشاشة الصغيرة، ووقتها دخل قفص الاتهام من خلال برنامج تلفزيوني، يتناول عبر مشاهد درامية مرتجلة، محاكمة فنان، وفي إحدى الحلقات دخل قفص الاتهام أمام مجموعة من النقاد والفنانين، ولعب دور القاضي الفنان حسين رياض، وفي النهاية أثبت براءته من التهم المنسوبة إلى جيله بعدم تحمل المسؤولية. وسار قابيل عكس تيار السينما التجارية، وأُسنِدت إليه أدوارٌ متميزة، منها دوره في فيلم “العصفور” (1972)، للمخرج يوسف شاهين، وكان يشارك في الفيلم الفنان محمود قابيل، وتناثرت أقاويل أنه شقيقه، والحقيقة أنه مجرد تشابه أسماء.

شائعة  زواجه

ولاحقت الفنان صلاح قابيل بعد رحيله؛ شائعة زواجه من الفنانة وداد حمدي لعدة سنوات طويلة، بعد قصة حب جمعتهما، وتبين أنه لم تكن له علاقة بالفنانة الراحلة، ولم يتزوجا من الأساس، بخلاف أنهما لم يلتقيا في عمل فني من قبل، حتى تنشأ قصة حب بينهما. والحقيقة أن قابيل تزوج مرة واحدة في حياته من أم أولاده في بداية حياته، عندما جاء مع أسرته من مدينة “منيا القمح” ليسكنوا فى ضاحية “مصر القديمة” بالقاهرة، وكانت جارته ونشأت بينهما قصة حب، وطلبها للزواج، وتزوجها عام 1961، وكانت تعمل مُعلمة، ثم تفرغت لتربية الأبناء (آمال وصفاء ودنيا والابن الأصغر عمرو

ارتحل الفنان صلاح قابيل إلى عالم الفن منذ وقت مبكر، ولعبت المصادفة دورًا كبيرًا في احترافه التمثيل، وروى تلك الحكاية في حوار تلفزيوني نادر، حينما كان تلميذًا مشاغبًا أثناء المرحلة الابتدائية، وأصر ناظر المدرسة على عدم دخوله المدرسة نهائيًا. وعاد الفتى المشاغب إلى المنزل، وأخبر والده بما حدث، وفي اليوم التالي اصطحبه إلى المدرسة، وتبيّن أن الناظر أراد أن يوجه إنذارًا لأسرته، بضرورة الاهتمام بابنهم المتفوق في دراسته, وتفريغ طاقته في أنشطة خطابة أو الانضمام لفرقة التمثيل، وبالفعل كانت المرة الأولى التي انضم فيها لفرقة تمثيل، وقدّم الكثير من العروض المسرحية، قبل انتقاله مع الأسرة إلى القاهرة

وفاته

توفي يوم الثلاثاء 2 ديسمبر عام 1992 على إثر أزمة قلبية مفاجئة وأزمة سكر مفاجئة عن عمر يناهز 61 عاماً. ونتيجةً لذلك تم تغيير سيناريو الجزء الخامس والأخير من مسلسل ليالي الحلمية بحذف دور الحاج علاّم السماحي من هذا الجزء باعتباره متوفياً.

التعليقات مغلقة.