رئيس التحرير

الدكتورة منى حنا عياد  تكتب : ارتفاع درجات الحرارة

السبت 15-07-2023 10:34

بقلم الدكتورة : منى حنا عياد

تشهد مناطق بالعالم ارتفاعا غير مسبوق فى درجات الحرارة، ويجد متابعو الطقس أنفسهم مع موجات لا تنتهى من الحر، وموجة تسلم أخرى بلا توقف، لدرجة أن تقرير الأرصاد يتوقع موجة حارة جديدة، والموجة السابقة مستمرة، والأمر أصبح أكثر جدية من خلاف سنوى بين عشاق الصيف، ومحبى الشتاء، فالفصول تبدلت، وتداخلت بسبب تغير مناخى وتحذيرات من صيف وشتاء وجفاف وفيضانات وحرائق.

وشهدت أجزاء من العالم تحطيم السجلات القياسية لدرجات الحرارة، مثلما حدث فى مقاطعة كيبيك الكندية وبيرو، وسجلت العاصمة الصينية بكين أرقاما قياسية لتسعة أيام متتالية وفى حين يحذر علماء من استمرار ارتفاعات درجات الحرارة انعكاسا للتغير المناخى، فإن البعض منهم لا يرى الأمر مفاجئا أو خطيرا وإنه يتماشى مع الخط الذى طالما تم التنبؤ به من عالم يزداد حرارة بسبب التغير المناخى، حيث تعمل الانبعاثات الحرارية على رفع درجة حرارة الكوكب، وكلما زادت حرارة الجو، كلما أصبحت موجات الحر أكثر حدة، ومن المرجح أن تسوء موجات الحر كتلك الموجودة فى الجنوب الأمريكى وأوروبا.

الجو يتغير فى مصر والعالم، الحرارة والرطوبة متلازمتان يضاعفان الشعور بالحر والعرق، وعلى مدى عقود يحذر العلماء من تأثير قطع الأشجار وحرق الغابات والتلوث الصناعى على رفع درجات حرارة الجو، مع تحذير من ذوبان الثلوج وارتباك الفيضانات والسيول.

ولم يتوقف العلماء على مدى سنوات من إطلاق تحذيرات من أجل أخذ قضية التغير المناخى بجدية، والسعى لإنقاذ الأرض من هذا الواقع الصعب، وقالوا إن عام 2023 قد يشهد رقما قياسيا لدرجات الحرارة بسبب التغير المناخى، وهذه الحرارة دليل آخر على الاقتراح الذى أصبح مدعوما بشكل هائل بأن الاحتباس الحرارى العالمى يدفعنا إلى مستقبل أكثر سخونة.

هذه التغيرات المناخية، تعيد التذكير بأهمية أن يلتفت العالم كله خاصة الدول الصناعية الكبرى، إلى خطر التغيرات المناخية وأن ينفذوا التوصيات التى تصدر عن قمم المناخ، وآخرها قمة الأمم المتحدة لتغير المناخ، التى انعقدت فى شرم الشيخ، نوفمبر الماضى «COP 27»، بترتيبات مصرية وانعقدت وسط حضور كثيف لزعماء العالم وسط إدراك كبير لخطر التغير المناخى، الذى انعكست تأثيراته خلال السنوات الأخيرة بشكل حاد، وأصبحت تهدد سكان الأرض فى حال استمرت الاستهانة بتأثيرات تتجسد فى فيضانات وجفاف وحرائق، وجوع وفقر، وتعكسه التحولات الضخمة فى درجات الحرارة وظهور أكثر من صيف يتجاوز ما قبله من حرارة ، وأصبح مهما أن يلتفت العالم إلى أنه يحرق نفسه وأن كل صيف سيكون أكثر حرارة من سابقه، ما لم تسارع الدول الصناعية والعالم لمواجهة التغيرات والانبعاثات، وتنفيذ تعهدات المناخ بجدية.

التعليقات مغلقة.